الأربعاء، 8 يونيو 2011

فسيفسائية شرقية


بفسيفسائية صوتها الذي تستأذن خاتمته بحّةٌ شرقيةٌ أصيلة كانت تبدأ نهارها بـــــ "لما بدا يتثنى" .. برشاقة حروف تداعب شفتيها و تدغدغ أسنانها تُصنع سيمفونيةً تنصاع لها حجراتُ القلب شغفاً و لوعاً .. تراها ترخي بستار جفنيها لتضيع في مقامات موشح يعبق بأصالة الأندلس و بعراقتها يطيب .. تترامى أحبالها الصوتية بين أحضان إيقاعاتٍ تحتاجها مشدودة تارة و رخوة تارة أخرى .. تتقافز بلولبية ريشة إرتأت أن تجد لها في زحمة المكان المسكون مسكنا ..
يا هاوٍ تعال ها هنا!!!! .. حنجرة مضبوطة أوتارها .. كمانٌ يضاهي نيسان بعفويته و بجاهزيته تشرينا .. عود أصيل .. ناي رشيق .. تراقصه أنامل فضوليٍّ .. تجتاحه عصا "مايسترو" .. و تقسم ظهره حسيدة أبكم ..
شفاه غيورة .. تتخصّر كغصن بانٍ ناضجٍ  .. و كفريسة أحكمت أفعى هوجاء سيطرتها عليها تُعتصرالآذان و يولد الإنصات .. و من بعيد ترقب إنجاب رضيع لعلاقة غير مشروعة بين عيون عشيت بظلمة مستحقة و آذان ذابت لطراوة لحن واثق ..
صوت يُسكر .. يضيع في دهاليز غموضه الوعي .. دندات ديناميكية .. تستدرج سلبية منهجك نحو خط الفقر .. و تسرق من بين شفتيك "آآآآآآآآآه" مراهقة .. تشيخ في هواء غلبته رطوبة كلاسيكية ..
أحجية تشابهت أطراف أجزائها, فكيف نجمعها؟ .. لا تُجمع .. ولدت ملتحمة .. متراصة .. أينعت بحميمية ..
غجرية إرتدت الأحمر و الأسود .. بجعة بنية حررت جناحيها .. "فلامنكو" تخلى عن الهمجية .. عناصر متباعدة متقاربة إندمجت سوية .. ملحمة شعرية ..
ستُسرق!!!!! .. ستُؤكد هويتك ..
ملح ينخله الغربال .. سكر متبلور .. جناحين إغريقيين .. شايٌ معتّق .. مزاج خرافي مزاجي ..
 كأس يملؤه الهواء .. ترتديه حمرة ساخرة .. يمتطيه شارب عثماني ..
 كعكة طريفة ترتديها الأنوف قبعة .. على القبعة طير .. في جوف الطير إبرة .. إبرة بثقبين .. و خيط تائه يربط بينهما .. ثم يترنح من إحدى الجناحين وحيدا .. ممسكا بنافذة إختمرت بالندى .. موقفا صريرها ..
صــــــــــــــــــــــــــه .. بفسيفسائية صوتها ..